الخميس، 10 سبتمبر 2015

فنون الشعر الأندلسي الموسعة ( رثاء المدن والممالك + الشعر التعليمي)



3- رثاء المدن والممالك

وثالث فنون الشعر الأندلسي الموسعة هي رثاء المدن والممالك ، يقول الكاتب أن هذا الفن يعتبر نادرًا عند المشارقة مثل قصيدة ابن الرومي لكنهم لم يتوسعوا فيه كتوسع الأندلسيين ولا عجب! ؛ فقد سقطت المدن مدينة بعد مدينة عند الأندلسيين وكان هذا مصابًا جللًا عندهم يستحق الرثاء.

ومن أروع الأبيات المشهورة في رثاء الأندلس وتصوير النكبة هي أبيات أبي البقاء الرندي وهذه المرثية الشاكية الباكية: 



لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ 
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ 


هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ 
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ 

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ 
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ


4- الشعر التعليمي(الشعر العلمي)

من فنون الشعر العلمي الموسعة وهو يبتعد بالمعنى الخاص عن الشعر العاطفي أو المؤثر ، وإنما يتشابه في كونه نظمًا ، ويأتي بصيغة الأراجيز غالبًا، وتستخدم في المتون العلمية والكتب، لأن حفظ الشعر أهون على النفس، وإذا حُفظ كان أعلق وأثبت ، وإذا أحتيج لضرب المثل كان مثلاً ، ومن أمثلة ذلك في علم النحو ألفية ابن مالك، وألفية لسان الدين بن الخطيب في الفقه، وأرجوزته في الطب وغيرها.

مثال على هذه الأراجيز أرجوزة أبي طالب بن عبد الجبار في التاريخ التي تتألف من 455 بيتًا المنظومة في الأحداث التاريخية :



ثم تمادت هذه الطوائف ***تخلفهم من آلهم خوالف 

دانت بدين الجور والعدول ***إذ سلبت عقائل العقول 

فأهملوا البلاد والعبادا ***وعطلوا الثغور والجهادا 

واشتغلت أذهانهم بالخمر ***وبالأغاني وسماع الزمر 

وزادهم في الجهل والخذلان ***أن ظاهروا عصابة الصلبان 

لما طوت صدورهم من غل ***ولاختيار البعض حال الكل





.......،