الاثنين، 31 أغسطس 2015

الباب الثاني ( الحياة الاجتماعية في الأندلس )

يتطرق الكاتب في الباب الثاني للحياة الاجتماعية في الأندلس وأول ما بدأ به الباب هو ذكر عناصر الشعب الأندلسي وهم:
  •  العرب
  •  البربر
  • الموالي(موالي بني أمية) وهم يمثلون ثلاث طوائف:
أ- من دخلوا الأندلس إبان الفتح.
ب- من دخلوها بعد الفتح .
ج- من دخلوا في ولاء البيت الأموي من أهل البلاد.
  • المولدون: وهم الجزء الأكبر من عناصر سكان الأندلس وهو الناتج من تزاوج العرب بالبربر أو العرب بالأسبانيات والصقالية.
  • أهل الذمة: النصارى واليهود من أهل البلد الذين لم يدخلوا الإسلام وفرضت عليهم الجزية.



أما في الفصل الثاني فيتحدث الكاتب عن نظام الحكم في الأندلس وعن الحاكم وخطط تنظيم الحكم في البلاد ، والوزارة، والكتابة، والخراج، والقضاء، والشرطة والعسس والحسبة.
الفصل الثالث فصلٌ مميز ، يذكر فيها الكاتب أهم صفات أهل الأندلس التي اشتهروا بها :
  • حب النظافة.
  • كراهية التسول.
  • زيهم.
  • شعار الحداد : وهو أبيض على غير ما اعتاده الناس في المشرق وفي ذلك يقول ابن برد الأصغر:

يقولون البياض  لباس  حزنٍ
 بأندلسٍ فقلت من الصوابِ
ألم ترني لبست بياض شعري
لأني قد حزنت على الشبابِ
  • حسن تدبيرهم.
  •  وصفُ نسائهم.
  • حبهم للغناء.
  • رغبتهم في العلم.


يتحدث الفصل الرابع والأخير من هذا الباب عن حياة الأندلس الفكرية ووسائل اكتساب العلم في بلادهم   وأهم هذه الوسائل:
1- دعوة بعض علماء المشارقة إلى الأندلس ليفيد أهله من علمهم.
2-رحيل بعض الأندلسيين إلى المشرق ، ممن ندبوا أنفسهم لتحصيل علم من علوم المشارقة والتبحر فيه ثم العودة إلى الأندلس لنشر العلم.
3-جمع الكتب وإقامة المكتبات العامة التي يؤمها الدارسون والباحثون.
4-تتمثل الوسيلة الأخيرة في أمراء الأمويين وخلفائهم في الأندلس، ثم فيمن تلاهم من ملوك، فأغلب هؤلاء لم يكن منهم إلا من هو أديب أو شاعر أوعالم، وهذا ما ساهم في نهضة الأندلس الأدبية والعلمية.


الباب الأول


تحدث الكاتب في الفصل الأول من هذا الباب عن معنى كلمة الأندلس ثم يتحدث عن جغرافيتها وهضابها وأنهارها وجبالها وتقسيم مناطقها ، ويذكر وصف العلماء لجزيرة الأندلس ومثال ذلك قول أبي عبيد البكري:
" الأندلس شامية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها، هندية في عطرها وذكائها......."


ومن الشعر قول ابن خفاجة:

إن للجنــــة بالأندلـــــس 
مجتلى حُسنٍ وريا نَفَسِ
فسَنا صبحتها من شَنَبٍ 
ودجى ليلتها من لَعَسِ
وإذا ما هبت الريح صبا 
صِحتُ وا شوقي إلى الأندلس!

ومن الفصل الثاني وحتى العاشر يتحدث الكاتب عن الفتوحات (فتح المغرب، وفتح الأندلس) والإمارات وأهم الملوك والولاة والدويلات التي كانت في الأندلس.
ففي الفصل الخامس يتحدث الكاتب عن الدولة الأموية الثانية في الأندلس وإمارة قرطبة، وكيف أن العباسيين في دمشق لم يتركوا أحدًا من الأمويين إلا وقتلوهم فلم ينج منهم أحد إلا  صقر قريش "عبدالرحمن الداخل" والذي جاب أفريقيا هربًا وتخفيًا عند أخواله قبيلة " نفزة" قريبًا من طنجة، وحين علِم عن تمزق وانقسام الأندلس فكر ببناء دولته فيها، وكان له ما أراد.....
ومن جميل ما ذكره الكاتب أن صقر قريش رأى نخلة منفردة في رصافة قرطبة ، فهاجت به الذكريات والشجون وتذكر وطنه فقال:


تبدّت لنا وسط الرصافة نخلةٌ 
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرّب والنّوى 
وطول التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنت فيها غريبةٌ
 فمثلك في الإقصاء   والمنتأى  مثلي


ولما رأى راكبًا يتهيأ للسفر للشام وهو  لا يقدر أن يلحق به قال:
أيها الراكب الميمم أرضي 
أقر من بعضي السلام لبعضي
إن جسمي كما علمت بأرض
 وفؤادي ومالكــيه  بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا 
وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالبعاد علينا 
فعسى باقترابنا سوف يقضي!

وفي الفصل السادس يتكلم عن الخلفاء الذين تولوا حكم قرطبة بعد عبدالرحمن الداخل وأولهم عبد الرحمن الناصر الذي كان عصره من أزهى العصور، ثم تولى بعده المستنصر بالله وكان نفسه شاعرًا ومما ينسب إليه من النظم قوله متغزلاً :

عجبت وقد ودّعتها كيف لم أمت
وكيف انثنت بعد الوداع يدي معي

فيا مقلتي العبرى عليها اسكبي دماً 
ويا كبدي الحرّى عليها تقطّـــــعي


بعد ذلك تولى الحاجب المنصور (ابن أبي عامر ) وغزا ستا وخمسين غزوة لم تنكس له فيها راية، ولا فل له جيش ، وبعد وفاته عادت السلطة للبيت الأموي وانتهت بخلع هشام الثالث وبدأ عصر جديد وهو عصر ملوك الطوائف.
وملوك الطوائف ذكرها الكاتب في الفصل السابع وقد أتت هذه الطوائف بعد انتهاء حكم الأمويين فما كادت الدولة الأموية تبلغ نهايتها حتى استحالت إلى دويلات كثيرة يحكمها الطوائف ومن أهم الطوائف التي حكمت : بني هود ، وبني رزين، وبني مزين، وبنو عباد وغيرهم، وهم أخلاط من العرب والبربر والموالي.
وقد تفرقت كلمتهم، وحارب بعضهم بعضًا ، وانهمكوا في اللهو والمجون، حتى انتقد الشعراء ملوكهم سياسيًا واجتماعيًا ومنه قول الشاعر أبي القاسم بن الجد:

أرى الملوك أصابتهم  بأندلــــــــسٍ
دوائر السوء لا تبقــــــي   ولا   تذرُ
ناموا وأسرى لهم تحت الدجى قدر 
هوى بأنجمهم خسفا وما شعروا
وكيف يشعر من في كفه قـــدح
يحدو  به  ملهياه  الناي  والوترُ

في الفصل الثامن يتكلم الكاتب عن دولة المرابطين في الأندلس ونشأتها والحركة الفكرية فيها ، وقد نشطت الحركة العلمية فيها وذلك في شتى العلوم وظهر أكابر العلماء في كل علم ، وراعى الأمراء فيهم العلماء والأدباء على حدٍ سواء ، فأدى اختلاط الأدباء بهم إلى عودة القوة والفخامة والجزالة للشعر الأندلسي.،
 وكان مضمون الفصل التاسع عن الدولة التي أعقبت دولة المرابطين، وهي دولة الموحدين ، وقد بلغ فن الموشحات فيه أوجه.



أما الفصل العاشر والأخير من هذا الباب فهو أشد الفصول إيلامًا وأشد الفصول عبرة !!

فهو يتكلم عن ملوك بني الأحمر وهم آخر ملوك الأندلس، والذي سلم فيه آخر ملوكهم مفاتيح غرناطة على طبق من ذهب !
ولعل أبرز ما في الأمر وما يستحق التأمل أن أكبر سبب لضياع الأندلس كان عقوق الابن لأبيه!!
فقد صارعه على الحكم، وأشعل الحرب بين مواليه وموالي أبيه حتى سالت الدماء في حمراء غرناطة وانتشرت الفتنة بينهم..
 فما أشدها من عقوبة، وما أسرع ما جازى به الله الابن على عقوق والده، أن سلبه ملكه ، وقد قال أبو عبدالله الشقي في آخر خطاباته للأمة آنذاك :
" لا ذنب إلا عليَّ!! ، أنا الذي عققت والدي، وجلبتُ الأعداء إلى المملكة! ، لكن الله قد أخذني بجرائري وأنزل النقمة كلها على رأسي !وها أنا ذا الآن قبلت بهذه المعاهدة لأجلكم يا قومي ، ضنًا بدمكم أن يراق، وبأطفالكم أن يموتوا جوعًا ........"